وسط أجواءٍ من الحماس والتشويق، شارك نحو 60 سيدة ورجل في أول ماراثون أفكار لحلّ مشاكل السيدات، "لايدي بروبلم هاكاثون" Lady Problem Hackathon، في غزة الأسبوع الماضي. استهدفَت الفعالية النساء المبرمِجات أساساً، إلا أن مجموعة من الشباب ورجال الأعمال اشتركوا من أجل حلّ المشاكل التي تواجه الإناث في فلسطين والمنطقة.
استمرّت المسابقة على مدى ثلاثة أيام ابتداء من يوم 1 كانون الأول/ديسمبر، وكانت من تنظيم مسرعة الأعمال المحلية "غزة سكاي جكيس" Gaza Sky Geeks و"أنجل هاك" AngelHack.
الشركات الناشئة التي تقودها النساء والفعاليات الخاصة بالمرأة ليست جديدة على غزة، حيث أنها منطقة عربية لديها مجتمع متنامي من رياديات الأعمال. وقد برزت بعض هذه الجوانب في فعاليات مثل "ستارتب ويكند" Startup Weekend و"ستارتب جريند" Startup Grind. إلا أن منظمي هذه المسابقة أرادوا تمكين النساء على وجه التحديد لتطوير مهاراتهنّ التقنية، وليكُنَ قادرات على تمثيل فلسطين لاحقاً في فعاليات دولية.
انطلق ماراثون الأفكار هذا مع مشاركين شكّلوا 15 فريقاً وكان حوالي 80٪ منهم من النساء.
تقول راشيل كاتز، مديرة الابتكار الاجتماعي في "أنجل هاك" إنّ الأمر "كان تجربة مدهشة مع إقبال النساء على المشاركة بنسبة 83 في المئة، فقد كانت أفضل فعالية لدينا حتى الآن بين سلسلة المسابقات التي أقيمت في 20 مدينة حول العالم. وقد كان ملفتاً رؤية مجموعة من المواهب القادمة معا لمواجهات العقبات التي تواجه الرياديات والنساء في التكنولوجيا ".
بينما أوضحت رنا القريناوي، مسؤولة برنامج دمج النساء في "غزة سكاي جيكس"، أنّ الفرصة أتيحت للمشاركين لحضور بعض التدريبات التي أقيمت قبل المسابقة، ما ساعدهم على التعامل مع الضغط والعمل بسلاسة خلال هذا الحدث. وأضافت "كنت متشوقة للغاية للقوّة التي أظهرتها النساء! لقد كانت السيدات نشيطات ومتفاعلات جداً خلال هذا الحدث".
سيدات لحلّ المشاكل
ركّزت بعض الأفكار على الصحة وقضايا مثل علاج سرطان الثدي، في حين حاول آخرون العمل على تمكين المرأة من تطوير مهاراتها الشخصية. أما البعض الآخر فقد ركّز على علاقات الأزواج والحمل.
فريق "البنات الحديديات" Iron Girls، أحد الفرق المشاركة الذي تقوده الطالبة في الثانوية زينب الرملاوي، عمِل على تطوير موقع على شبكة الإنترنت لتقديم المشورة النفسية المتخصّصة للنساء، وتمكينهنّ من دعم أقرانهنّ من المجتمع. وقد حصل الفريق على جائزة خاصة (مجموعة لتطوير الأجهزة) لإصرارهنّ وجهودهنّ.
وقالت الرملاوي لـ"ومضة" إنّ هذه لم تكن أول تجربة لها في مجال ريادة الأعمال، ولكنها سعيدة جداً لأنها المرة الأولى التي تمكنت فيها مع فريقها من الفوز بجائزة.
حصل كلّ فريق على دقيقتين فقط لعرض أعمالهم أمام لجنة التحكيم، ولكنهم تلقوا استقبالا حسناً من قبل الجمهور.
وفاز في المركز الأول فريق "حقوق المرأة" WRights الذي تقوده الطالبة الجامعية دلال عزيز، والذي قدّم تطبيقاً لمساعدة النساء في فلسطين في الحصول على مشورة قانونية سهلة وسريعة للقضايا التي يواجهنها. يعمل التطبيق بالتدرج مع المستخدِمة خطوة بخطوة لتقييم المشكلة القانونية لديها، ومن ثم يشير إلى المحامي الأنسب وإرشادات مجتمعية من النساء اللاتي واجهن حالات مماثلة.
ذهب المركز الثاني والثالث على التوالي إلى تطبيق "أنا حامل" I’m Pregnant لتقديم المشورة والنصائح للنساء الحوامل، وتطبيق "خياط إكسبرس" Tailor Express لمساعدة المرأة على شراء فساتين مصنوعة خصيصاً حيث يطلب أخذ مقاساتها ثم يربطها مع الخياطين المعتمدين داخل التطبيق.
وقد مُنحت أسماء المدهون من فريق" كوني" Koony جائزة خاصة كأفضل مطوِّرة، حيث تمكّنت من تطوير مهارات أساسية لتطوير التطبيقات خلال المسابقة لتتمكن من بناء نموذج أولي لمنتجها.
وسينضم المشروع الفائز "حقوق المرأة" إلى برنامج "هاكسيليرايتور" من "أنجل هاك" Hackcelerator Angelhack في أوائل عام 2017، وهو برنامج لتسريع الأعمال في وادي السليكون لا يمكن الانضمام إليه إلى بدعوة فقط .
في حين أقيم عددٌ من فعاليات "أنجل هاك" المشابهة في الفترة السابقة في بيت
لحم وغزة ورام الله، فإنّ المميز هذه المرّة هو أنّ مشاركة فريق من غزة
يضمّ نساء وحسب.
نُشر المقال الأصلي في شبكة ومضة في 13 ديسمبر 2016