72 ساعةً لاختبار مواهب مطوّري الألعاب في رام الله

رأفت أبوشعبان

- المقالات والاضاءات #  O 3.2 ألف مشاهدة   Read in English

انضمّت فلسطين إلى فعالية "زنقة الألعاب" Game Zanga، بعدما اجتمع مطوّرو الألعاب في رام الله، خلال عطلة نهاية الأسبوع، للعمل على تحويل أفكارهم إلى ألعاب خلال 72 ساعة، سعياً للفوز بالمسابقة.

وفعالية "زنقة الألعاب" التي يُعتبَر هذا العام الخامس لها على التوالي في المنطقة العربية، عُقِدَت للمرّة الأولى في فلسطين. وفيها اجتمع مطوّرو الألعاب والرسّامون والمصمّمون، من 31 تموز/يوليو إلى 2 آب/أغسطس، بغرض تطوير الألعاب وتحميلها على منصّةٍ على الإنترنت.

زنقة الألعاب

أمّا عمليّة التحكيم التي تخضع لها الألعاب فستتمّ بعد 13 آب/أغسطس، عند إغلاق الاقتراع العام بحسب معايير مختلفة منها أصالة اللعبة، وعامل المتعة، والرسومات، وسرعة الأداء، بالإضافة إلى عوامل أخرى. وتتكوّن لجنة التحكيم من خبراء في مجال الألعاب إقليمياً ودولياً، حيث يعمل أعضاؤها في شركاتٍ مثل "يوبيسوفت" Ubisoft، و"آي جي إن الشرق الأوسط" IGN ME، و"إينيش" Enish، و"فلافل" Falafel Games.

ولتصميم وتطوير ألعابهم، تَمنَح الفعالية المطوّرين 72 ساعةً. وتلك الألعاب التي تعمل على أجهزة الكمبيوتر PC، والهواتف الذكية بنظام "أندرويد" Android، أو مباشرةً على شبكة الإنترنت عبر HTML5، يتمّ رفعها إلى المنصّة للمشاركة إمّا عبر الإنترنت أو من أحد أماكن الفعالية في البحرين ومصر والأردن والمغرب والسعودية والإمارات.

زنقة الألعاب

مصّممون ومطوّرون ورسّامون، شاركوا في فعالية "زنقة الألعاب" في فلسطين. (الصورة من Pinch Point)

وهذا العام، انتهَت "زنقة الألعاب" بأكثر من 60 لعبة من المنطقة العربية، بحيث جاء خمسةٌ منها من رام الله وواحدةٌ من غزة. وهي جميعها متاحةٌ أمام أيّ شخصٍ ليجرّبها ويصوّت عليها على منصّة Itch.io.


الألعاب التي انطلقت من رام الله

من بين الألعاب التي تمّ تطويرها في رام الله خلال الفعالية، كانَت لعبة 300.1 للهواتف الذكية. وهذه الأخيرة التي تأتي بطريقة السقوط الحر  free-fall ، والمستوحاة من فيلم 300، يهدف اللاعب فيها إلى جمع القطع النقدية أثناء السقوط في هوّةٍ لا نهاية لها.

كما كان هناك عدّة ألعاب عن الزومبي، مثل لعبة "زومبي سماشر كاتر" Zombie Smasher Cutter التي تعتمد نظام unity-3d؛ ولعبة إطلاق النار، "زومبي مانيا" Zombie Mania، التي تطلب من اللاعب إطلاق النار لإصابة أكبر عددٍ ممكنٍ من الزومبي خلال 30 ثانية. وهذه اللعبة طوّرتها الأختان الفلسطينيتان اللتان تعيشان في السعودية، آية وروان عودة، واللتان بدأتا تطوير الألعاب منذ أن كانت أعمارهما لا تتجاوز 10 سنوات.

أمّا فريق غزة الذي شارك عبر الإنترنت، فقام بتصميم لعبة "تايم يور تايم" Take Your Time للهواتف الذكية، حيث يهدف اللاعب إلى إيصال الكرة إلى الهدف دون أن تصيب أيّاً من العقبات.

وبدورهما، قال أحمد الكرمي ومحمد قميري اللذان شاركا في الفعالية برام الله، إنّ "العمل معاً على مقربةٍ من مطوّري الألعاب الآخرين مفيدٌ جداً. إنّه لأمر رائع أن يقابل الشخص مواهب ومهارات أشخاص آخرين مهتمين بصناعة الألعاب."

فريق لعبة 300.1 يعرض أعماله أمام المدرّبين والمشاركين الآخرين.

فريق لعبة 300.1 يعرض أعماله أمام المدرّبين والمشاركين الآخرين.

"زنقة الألعاب" الأولى في فلسطين

نظّمَت الفعالية شركة "بينش بوينت" Pinchpoint للألعاب في رام الله، التي حصلت على استثمارٍ في العام الماضي من "صدارة فنتشرز" Sadara Ventures.

وعن هذه الفعالية التي عرضَت "بينش بوينت" فيها خبرات فريقها لمساعدة المشاركين، أكّدَت أخصائية اجتذاب الزبائن شروق قواريق أنّ شركتها تفهم مدى صعوبة تطوير الألعاب في فلسطين بشكلٍ خاصّ، ومحدودية الألعاب العربية بشكل عام. ولهذا، فإنّ الشركة مهتمّةٌ ومتحمّسةٌ لنجاح هذه الفعالية.

 كما أشارت إلى أنّ شركتها التي تدعم المطوّرين، سوف تستفيد من الفعالية لمتابعة المواهب واستكشاف واستقطابها.

ما يلفت النظر في "زنقة الألعاب" هو أنّها لا تشمل جوائز نقدية أو عينية، فالفئة المستهدفة هي مجتمع عشاق ومبرمجي ومصمّمي الألعاب الذين يبحثون عن مكانٍ لتطوير الألعاب عالية الجودة، ويريدون تحسين مهاراتهم في إدارة عملية تطوير الألعاب، واستخدام أدوات الرسم والتظليل.

ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي للشركة، خالد أبو الخير، إنّ "دعم قطاع الألعاب المحلّيّة في فلسطين هو من القيم الأساسية لشركة ‘بينش بوينت‘، لأنّنا نعتقد أنّ أيّ شركةٍ لا يمكنها الاستمرار دون بيئةٍ خصبةٍ حاضنةٍ لمجتمع مصمّمي ومطوّري الألعاب. أمّا الزخم الذي شهدَته الفعالية وتواصل المشاركين مع بعضهم، من أفضل السبل لزيادة اهتمام الناس بقطاع الألعاب."

سوق للألعاب عالمياً






سوق للألعاب عالمياً

تعتبر قطاع الألعاب الرقمية اليوم قطاعاً ضخماً، بحيث تجاوزَت عائدات الألعاب عالمياً 83 مليار دولار حول العالم، خلال عام 2014 وحده.

هذا القطاع تتحكّم به شركات الألعاب الكبيرة ومطوّرو الألعاب الذين حصلوا على موطئ قدم في السوق مع التسهيلات التقنية التي وفّرَتها التقنيات البرمجية الجديدة وسرعة الأجهزة وسهولة الوصول إلى الأسواق خاصّةً تلك على الإنترنت والأجهزة المحمولة الذكية.

أما في المنطقة العربية، فإنّ مجتمعات المطوّرين من محبّي ومبرمجي الألعاب يتّخذون خطواتٍ سريعةً لتطوير صناعة الألعاب الرقمية في المنطقة، من خلال عقد الفعاليات والمسابقات. وهذا بالضبط ما تسعى "زنقة الألعاب" إلى القيام به، وهي التي تٌعدّ واحدةً من أكثر الفعاليات شعبية للألعاب عربياً.

سوق للألعاب عالمياً

صورة للعبة "زومبي مانيا" (أعلاه) وصورة للعبة "تايك يور تايم" (إلى اليسار). (الصور من آية وروان عودة،"بسكاليت" Baskalet)

ما الذي دفع لإطلاق "زنقة"؟

قال عبد الله حامد، مؤسّس أستوديو الألعاب "تاكو للألعاب" Game Tako الذي يقف وراء الفعالية، إن "‘زنقة الألعاب‘ هي فعاليةٌ للعصف الذهني، رضها الترويج لقطاع تطوير الألعاب."

وأضاف أنّ "البنية التحتية لقطاع الألعاب ضعيفة في أماكن مثل فلسطين ومنطقة بلاد الشام، ولكنّ المطوّرين لديهم موهبة كبيرة هناك. في الوقت نفسه، نجد السوق أكثر نضجاً في الخليج، ولكن مع عددٍ محدودٍ من المطوّرين. إن فعاليات الألعاب مثل ‘زنقة الألعاب‘ تُعدّ فرصةً كبيرة لتنمية مجتمع صانعي الألعاب وتطويره."

وتسعى هذه الفعالية إلى ربط مطوّري اللعبة والمصمّمين مع بعضهم البعض لمساعدتهم على إنشاء ألعابٍ نوعيّةٍ عالية الجودة، حيث يقدّم المجتمع دعمه للوافدين الجدد من المطوّرين والمصمّمين والرسّامين.

نُشر المقال الأصلي في شبكة ومضة في 10 أغسطس 2015

رأفت أبوشعبان


مؤسس ريابل واستشاري لعدة منظمات دولية في مجال ريادة الأعمال وباحث في أنظمة الابتكار وطرق التمويل البذري مع أكثر من 10 سنوات من الخبرة العملية في المنطقة العربية وأوروبا واميركا وكوريا الجنوبية
Facebook Profile Linkedin Profile Follow on Twitter