قام ثلاثة طلاب من "جامعة بيرزيت" في الضفة الغربية ببناء جهازٍ يسمح للأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية بالتخلّي عن كراسيهم المتحرّكة.
المشروع الذي أطلق عليه اسم "أزر" AZR، هو هيكل خارجي exoskeleton يُعتبَر نوعاً خاصّاً من أجهزة الروبوت التي تساعد الأشخاص غير القادرين على الحركة بمفردهم على المشي وتسلق السلالم، والتحرّك بطرق مختلفة لا تتيحها لهم الأدوات التقليدية كالكرسي المتحرك. تمّ تطوير هذا المشروع من قبل طلاب الهندسة الكهربائية، سامر مخيمر ومصطفى أبو صفية، وطالب هندسة الميكاتنرونك محمود برهم.
الحافز وراء المشروع
يوجد الكثير من المستخدمين المحتمَلين لجهاز "أزر"؛ فوفقاً للمكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني، هناك حول 113 ألف شخصٍ يعانون من إعاقةٍ واحدة على الأقل في فلسطين، وقد ارتفع العدد في السنوات الأخيرة بسبب الحروب المتتالية على قطاع غزة والأوضاع الحالية في الضفة الغربية.
ونظراً لعدم وجود بنيةٍ تحتية ودعمٍ مناسبين لذوي الاحتياجات الخاصة، فإنّ القضايا المتعلّقة بمحدودية التنقّل هي الأكثر شيوعاً بين ذوي الاحتياجات الخاصّة. وفي هذا الإطار، يتجنب نحو 9% من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة الانخراط في أنشطة بسبب الصورة النمطية للناس عنهم، و76% لا يستخدمون وسائل النقل العام بسبب عدم وجود تسهيلات للمعاقين حركياً.
يمكن لـ"أزر" أن يساعد الأشخاص على الكراسي المتحركة بأن يتحرّكوا مثل الأشخاص العاديين.
تطوير الجهاز
يقول مخيمر إنّ الفريق قد استغرق وقتاً وجهداً كبيرين لتطوير النموذج الأولي لجهاز الهيكل الخارجي.
ويشرح أنّه "في البداية أردنا صنع روبوت كامل يساعد الناس ذوي العجز الكلّي في أطرافهم"، مضيفاً أنّ "الميزانية كانت محدودة، وكان هناك حاجة لاستخدام أدوات ومعدّات لم تكن متاحة بسهولة."
ولكن، بعدما قامت الجامعة بدعم المشروع ماليًا تمكّن الطلاب من الحصول على الكثير من الأدوات اللازمة، مثل البطاريات طويلة الأمد ليثيوم أيون Lithium-ion"، وأجهزة الاستشعار، والمحرّكات اللازمة - وكلّها أجهزة تمّ استيرادها من الخارج.
وحيث أنّ "أزر" كان عبارةً عن مشروع تخرّج، لم يكن أمام الفريق سوى أربعة أشهر فقط لاستكمال المخطّطات، وأربعة أشهر أخرى لبناء النموذج الأولي، حيث تمكن الفريق في نهاية هذه الفترة من تطوير نموذجٍ أولي يجري حالياً اختباره في مختبرات الجامعة.
كيفية عمل "أزر"
يقول المشرف على المشروع وأستاذ الهندسة الكهربائية، علي عبده، إنّ "المشروع يهدف إلى تقليل الاعتماد على الكرسي المتحرّك لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية من عيش حياتهم بشكلٍ طبيعي أكثر."
يتم التحكّم بحركة الجهاز باستخدام أجهزة استشعار متعدّدة لتحديد كشف موضع الركبة، وزاوية الركبة، والوزن الواقع على القدم. ويحتوي أيضاً أجهزة استشعار أخرى لقياس وتحليل انقباض العضلات. والهدف من ذلك هو تنسيق حركات المستخدِم، ومساعدته على إنجاز الحركات المعقدة مثل صعود ونزول السلالم.
وبحسب عبده أيضاً، فإنّ "الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من هذا النموذج يجب أن يكون لديهم القدرة على تحريك عضلاتهم على الأقل لإعطاء الاشارة اللازمة لتشغيل الجهاز، مثل كبار السن الذين لا تستطيع أقدامهم تحمّل أوزانهم".
نتائج الاختبار واعدة، ولكن نظراً لاختلاف قدرات كلّ مستخدم واختلاف تردّدات نبضات العضلات وإشارات الحركة من مستخدِمٍ إلى آخر، فإنّ الجهاز يحتاج لمعايرة المجسّات وأجهزة الاستشعار لكلّ فرد يرغب في استخدامه.
الخطوة التالية
يشار إلى أنّ هذا ليس المشروع الوحيد الذي تمّ تطويره في "جامعة بيرزيت" مؤخراً، حيث أنّ لدى الجامعة مراكز تدعم الابتكار مثل "وحدة التعلم والابتكار"، و"مركز التميز".
الثلاثي الذي يقف وراء جهاز "أزر" (في الصورة إلى اليسار مع عبده) على وشك التخرّج، يفكر في تطوير المشروع إلى منتَجٍ جاهزٍ للسوق، وهي عملية سوف تحتاج إلى مزيدٍ من الاستثمار.
في الوقت عينه، حصل هذا المشروع على اهتمام عدّة وكالات أنباء محلية بالفعل، وقد قام العديد من الأشخاص من أنحاء العالم بالتواصل مع فريق "أزر" للحصول على المشورة واختبار النموذج الأولي.
يمكن متابعة المشروع وفريق العمل عبر صفحتهم على "فايسبوك".