8.8 ألف مشاهدة
إن تحديد المشكلة هو أهم خطوة يمكن اتخاذها في طريق حلها. المشكلة هي النقطة الأساسية التي ينطلق منها المشروع الريادي قبل الفكرة وليس العكس، حيث أن أول شيء يوجد في الواقع هو مشكلة ما، ثم يأتي شخص بفكرة لحلها- من هنا نتبين بأهمية المشكلة بالنسبة للشركات التي تقوم بتطوير منتجات وخدمات جديدة ، أو حتى رياديي الأعمال، حيث تعد هذه عملية ضرورية يتم من خلالها تحديد فرص العمل، ويمكن تحديد حلول لها 1,2.
لتحديد مشكلة الأعمال المناسبة ينبغي النظر في البيئة المحيطة وما تحتويه من بيئات فرعية (اقتصادية، اجتماعية، صحية، ثقافية، تقنية، ونحو ذلك). كل واحدة من هذه البيئات تحتوي مجموعة من المشاكل الرئيسية. كل واحدة من هذه المشاكل الرئيسية لها تفرعات عديدة، فيتم تناول مشكلة فرعية لحلها كنموذج للأعمال.
مثال على مشكلة للأعمال
يوجد في المجتمع عدة مشاكل اقتصادية بما فيها ندرة مصادر الدخل أمام الخريجين والعائلات الجديدة. هذه هي المشكلة الرئيسية. بالنظر إلى التفاصيل نجد أن هذه الندرة لها عدة أسباب أهمها (1) نقص مهارات الخريجين الجدد عما هو مطلوب بالسوق، (2) ارتفاع تكاليف المعيشة، وغيرها. في هذا المثال يمكن أخذ المشكلة الفرعية (نقص مهارات الخريجين) كمشكلة وتطوير تطبيق الكتروني لتعليم مهارات الأعمال كحل لها
النهج الجيد لتحديد المشكلة بشكل جيد هو "بيان التحدي" الذي صاغه باسادور، حيث اقترح أن تحديد مشكلة في بيان التحدي يساعدنا على التفكير بشكل مختلف حول المشكلة المطروحة. وتتمثل طريقة تحقيق ذلك في طرح السؤال "كيف يمكننا؟"3
بيان التحدي بالمثال
تظهر الإحصاءات أن مجتمعًا معينًا في السوق المحلي يراعي الصحة لأنهم غالباً ما يحاولون العثور على الخضروات والفواكه العضوية بدون إضافات كيماوية للشراء. ومع ذلك ، فإن العثور على هذه الخضروات العضوية ليس بالمهمة السهلة حيث أن العرض الحالي في السوق يركز بشكل أساسي على السلع المستوردة المعبأة مع مراقبة ضعيفة للجودة .
إذا حددنا المشكلة هنا ، فسيكون الأمر على النحو التالي: المنتجات الخضراء الحالية في السوق لا ترضي المجتمع الواعي صحياً والذي يواجه صعوبة في العثور على ما يحتاجه.
بتطبيق مفهوم بيان التحدي ، يمكننا أن نقول: كيف يمكننا جعل المنتجات الخضراء متاحة بشكل أسهل للزبائن الذين يريدونها في السوق المحلي؟
وهكذا ، يصبح بيان المشكلة المحدد جيدا: محدودية إمكانية الحصول على الخضروات والفواكه العضوية محليًا.
يمكنك رؤية ذلك من خلال تعريف المشكلة المختلفة عن مجرد مظهرها ، فقد ينتهي بنا الأمر بعدد من الحلول الممكنة لمعالجة هذه المشكلة. على سبيل المثال لا الحصر:
- افتتاح محل بقالة جديد مخصص لتقديم الفواكه والخضروات العضوية.
- إنشاء تطبيق جوّال لربط المزارعين المحليين بالزبائن مباشرة حيث يمكن للزبائن الشراء مباشرة من المزارعين وجمع منتجاتهم كنقطة محددة.
- تشجيع المجتمع المستهدف على تنمية الخضر الخاصة بهم باستخدام أدوات زراعة سهلة يمكن زراعتها في المنزل.
- القائمة يمكن أن تستمر.
هذا يعني أن بيان المشكلة الواحد الذي يوضح مشكلة واحدة حقيقية يمكن أن يكون له أكثر من طريقة في الحل، وبالتالي أكثر من فكرة. يمكن لكل من الأفكار التي تم ذكرها في المثال السابق أن تمثل نواة لمشروع ريادي متكامل في حال تم دراستها وتقييمها بشكل فني ومالي صحيح، مما يعزز من أهمية تحديد المشكلة الصحيحة قبل تحديد الحل أو الفكرة.
كيف أصل إلى فكرة مشروع ريادي؟
كما ذكرنا آنفاً، يمكن للمشكلة الواحدة أن يكون لها أكثر من طريقة للحل، مما يعني وجود عدة أفكار مقترحة للمشروع الريادي. ولكن أيه هذه الأفكار هي الأفضل؟
يعتمد مبدأ الاختيار عادة على تقييم الفكرة بالتسلسل على عدة خطوات وصولاً للفكرة الأكثر جدوى مالية وفنية وسوقية، بما يشمل الآتي:
- تشخيص المشكلة الصحيحة: ليست كل المشاكل هي مشاكل مناسبة لحلها من خلال المشاريع التجارية والريادية. من المهم التعرف على المشكلة المناسبة لحلها من خلال مشروع ريادي أو تجاري.
- كن ابداعيا: من المهم عند وضع الحلول للمشكلة أن نفكر بشكل ابداعي أولاً، بدون النظر للحدود والعوامل التي من الممكن أن تعيق الفكرة. كلما كان الخيال أوسع في هذه المرحلة كلما كان أفضل.
- اعرف حدودك: بعد فتح المجال للخيال، من المهم العودة للواقع والعوامل المحددة. هنا، من الأساسي أخذ العبرة من الأفكار الإبداعية، ومحاولة اسقاط الأجزاء التي يمكن أن تكون عملية على الواقع، ثم اهمال الأفكار الخيالية والأخرى.
- دراسة السوق: من الأساسي دراسة السوق لمعرفة ما إذا كان هناك مجال لتسويق وبيع المنتج أو الخدمة المطلوبة. طالع تقييم السوق لمزيد من التفاصيل.
- دون أفكارك: قم بتطوير نموذج الأعمال وخطة الأعمال الخاصة بك.
